إيلون ماسك وجي كي رولينغ يواجهان عقوبات سجن تصل إلى خمس سنوات وغرامات تصل إلى 214 ألف جنيه إسترليني، وذلك في حال فوز الملاكمة الجزائرية إيمان خليفي بقضيتها ضدهما في أولمبياد باريس 2024، بعد أن أدرجتهما في دعوى قضائية بتهمة “التنمر الإلكتروني”.
وانتقد كلا من إيلون ماسك الملياردير التكنولوجي، ومؤلفة سلسلة هاري بوتر ورولينغ، مشاركة الملاكمة الجزائرية، في ألعاب أولمبياد باريس، حيث فازت بالميدالية الذهبية، الأمر الذي دفعها لرفع دعوى قضائية للسلطات الفرنسية تتهما بارتكارب “أعمال تحرش إلكتروني”، وتم الكشف عن العقوبات المحتملة.
وأُقصيت “خليفي”، البالغة من العمر 25 عاما من أولمبياد 2023، لفشلها في اجتياز اختبارات تحديد الجنس التي أجرتها جمعية الملاكمة الدولية، والتي تم حظرها لاحقًا.
وأثارت احتجاجات واسعة، مشاركة خليفي في الألعاب الأولمبية، من بينها تلك التي جاءت من ماسك ورولينغ وبعض منافساتها المهزومات، لكنها حصلت أيضًا على دعم من آخرين يؤيدون حقها في المنافسة.
وكشف محامي خليفي في باريس نبيل بودي، أن ماسك ورولينغ تم ذكرهما في الشكوى الجنائية التي قدمت إلى مركز مكافحة الكراهية على الإنترنت في مكتب المدعي العام الأسبوع الماضي، موضحا أن العقوبات المحتملة في فرنسا لتهم التنمر الإلكتروني، تشمل السجن لمدة تتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات، وغرامات بين 26,000 إلى 39,000 جنيه إسترليني.
ولفت إلى أنه إذا تمت محاكمتهم كخطاب كراهية عبر الإنترنت، فقد تصل الغرامات إلى 214,000 جنيه إسترليني، مشيرا إلى أن موكلته رفعت الدعوى كجزء من “معركتها من أجل العدالة والكرامة والشرف”.
وأوضح أن الدعوى رفعت ضد شبكة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا)، مما يعني أنها وجهت ضد “أشخاص مجهولين” وفقًا للقانون الفرنسي، وهو ما يسمح بملاحقة كل من شارك في الرسائل الكراهية بأسماء مستعارة.
وأكد “بودي”، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيُحقق معه، وذلك لأن تعليقات ترامب على تويتر كانت جزءًا من الحملة ضد خليفي، منوها بأن السلطات الفرنسية فتحت تحقيقًا في شكوى خليفي اليوم، دون الكشف عن أسماء محددة.
ويتضمن التحقيق تهمًا تتعلق “بالتحرش الإلكتروني على أساس الجنس، والإهانات العلنية، والتحريض على التمييز”، يأتي ذلك بعد أيام قليلة من فوز خليفي بالميدالية الذهبية في منافسات الملاكمة للسيدات بوزن 66 كغ، رغم الحملة الواسعة التي واجهتها حول جنسها.
وكانت رولينغ قد شاركت صورة لمباراة خليفي مع الإيطالية أنجيلا كاريني على تويتر، متهمةً إياها بأنها “رجل يستمتع بمعاناة امرأة ضربها في الرأس”، بينما أعاد ماسك نشر تغريدة لـ “ريلي جاينز”، تقول: “لا مكان للرجال في رياضات النساء”، مؤكدًا على ذلك بقوله “بالتأكيد”.
أما ترامب فقد كتب: “سأبقي الرجال خارج رياضات النساء”، مرفقًا صورة لمباراة خليفي مع كاريني.
وبدأت الاحتجاجات بعد انسحاب كاريني من المباراة بعد 46 ثانية فقط إثر تعرضها لضربتين، مما أدى إلى اشتباه بكسر أنفها، ورفضت مصافحة خليفي بعد إعلان فوزها.
ومن جانبها دافعت السلطات الأولمبية، عن قرارها بالسماح لخليفي بالمشاركة في الألعاب، قائلة إن “لكل شخص الحق في ممارسة الرياضة دون تمييز”.
وعادت إيمان خليفي، إلى الجزائر بعد فوزها، حيث استقبلها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وعائلتها في مسقط رأسها.