كيف أنهت احتجاجات بنغلاديش حكم الشيخة حسينة الذي دام 15 عامًا

“واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، الشيخة حسينة ديكتاتورية”، أصبحت هذه الكلمات صرخة حاشدة للشباب في بنجلاديش في الأسابيع الأخيرة- واليوم الإثنين أنهى غضبهم حكم رئيسة الوزراء الذي دام 15 عامًا.

 

حكمت الشيخة حسينة البالغة من العمر 76 عامًا، الدولة الواقعة في جنوب آسيا والتي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة بقبضة من حديد منذ عام 2009 – قبل شهر واحد فقط، كانت الاحتجاجات المطالبة باستقالتها غير واردة.

 

وبحلول صباح اليوم الاثنين، كانت “حسينة” عالقة في طريق مسدود مميت، لقد مرت عدة أيام منذ ألغت المحكمة العليا حصص الوظائف التي أشعلت شرارة الاحتجاجات في أوائل يوليو، لكن التحريض استمر، وتحول إلى حركة مناهضة للحكومة تريد إبعادها عن السلطة.

 

ما رجح كفة الميزان أخيرًا هو شراسة الاشتباكات بين المحتجين والشرطة يوم الأحد، حيث لقى ما يقرب من 300 شخص، حتفهم في أعمال العنف حتى الآن، فيما شهد أمس وحده مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا، بما في ذلك 13 ضابط شرطة، وهو ما يعد أسوأ يوم من حيث عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات في تاريخ بنغلاديش الحديث، والذي وصف بـ”مذبحة”، في ظل تمسك السيدة حسينة بموقفها.

 

 

ولكن رغم ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع يوم الاثنين، وسار العديد منهم نحو العاصمة دكا، في تحد لحظر التجوال على مستوى البلاد، ومن ثم لم يخش البنغاليين الرصاص، وتحولت الاحتجاجات  إلى انتفاضة جماهيرية، ما دفع الجيش إلى الإسراع نحو دفع السيدة حسينة للفرار، حيث كان يضغط عليها للتنحي، فالجيش الذي حكم بنجلاديش في الماضي ولا يزال يحظى باحترام كبير، يتمتع بنفوذ كبير على السياسة في البلاد.

 

وكانت أعمال العنف التي اندلعت في نهاية الأسبوع، فضلاً عن احتمال مواجهة جولات جديدة من الاحتجاجات الضخمة، كفيلة بدفع المؤسسة العسكرية إلى إعادة النظر في خياراتها.

وقد أعرب ضباط صغار بالفعل عن مخاوفهم بشأن مطالبتهم بإطلاق النار على المدنيين في اجتماع مع القائد العسكري، الجنرال واكر الزمان، يوم الجمعة.

 

وكانت الشيخة حسينة، ابنة الرئيس المؤسس لبنغلاديش، أطول رئيسة حكومة في العالم، حيث اغتيل والدها مع معظم أفراد الأسرة في انقلاب عسكري عام 1975 – ولم تنج سوى السيدة حسينة وشقيقتها الصغرى حيث كانتا الخارج في ذلك الوقت.

 

وبعد أن عاشت في المنفى في الهند، عادت إلى بنغلاديش عام 1981، وانضمت إلى أحزاب سياسية أخرى لقيادة انتفاضة شعبية من أجل الديمقراطية جعلت منها رمزًا وطنيًا، ليتم انتخابها للمرة الأولى عام 1996، لكنها خسرت عام 2001 ، أمام منافستها البيجوم خالدة ضياء من الحزب الوطني البنجلاديشي، ثم عادت إلى السلطة عام 2009 في انتخابات أجريت تحت حكومة مؤقتة.