ذاكرة السمكة الذهبية “ثلاث ثواني” مجرد خرافة! فما رأي العلماء

يزعم البروفيسور كولوم براون، الخبير في إدراك الأسماك من جامعة ماكواري في سيدني، أن السمكة الذهبية، وجميع الأسماك الأخرى تقريبًا، لديها ذاكرة لا تشوبها شائبة للأماكن، وحتى هويات أصدقائها، ووفقا للعلماء فذاكرة السمكة الذهبية التي تبلغ “3 ثوان”، هي مجرد أسطورة.

 

وفي سلسلة من التجارب، وجد البروفيسور “براون” أن أسماك قوس قزح قادرة على تذكر مسار عبر شبكة صيد محاكاة لمدة تصل إلى عام.

 

ويقول “براون” لبرنامج “بي بي سي4”: “أينما ذهبت في العالم، فإن الناس لديهم توقعات منخفضة للغاية بشأن ذاكرة الأسماك الذهبية، ولا أعتقد أن الأمر يتعلق بالأسماك الذهبية على وجه الخصوص، أعتقد أن الأسماك الذهبية ترمز إلى الأسماك بشكل عام”.

 

كما يشير البروفيسور براون، إلى أنه إذا كانت ذاكرة الأسماك بالفعل 3 ثوان صحيحًا، فلن تتمكن الأسماك من تعلم أي سلوكيات جديدة أو تعلم كيفية التكيف مع التغييرات في بيئتها،

 

ولكن على الرغم من شيوع هذا الاعتقاد، فقد عرف العلماء لسنوات أن الأسماك تتمتع بقدرات تعلم مثيرة للإعجاب، ولتسليط الضوء على هذه النقطة، صمم البروفيسور براون تجربة؛ لإظهار كيف تتعلم الأسماك كيفية الهروب من براثن سفن الصيد.

 

لقد وضع سمكة قوس قزح في حوض به نموذج مصغر لشبكة صيد، وقطع ثقب واحد فيها ليكون بمثابة طريق للهروب، وبينما كان يجري التجربة مرارًا وتكرارًا، لاحظ أن السمكة أصبحت أسرع في العثور على ثقب الهروب.

 

ويوضح  البروفيسور براون: “بحلول نهاية أربع أو خمس محاولات، كانت الأسماك تسبح بهدوء أمام الشبكة، وبعد حوالي نصف الطريق إلى أسفل الحوض، كانت الأسماك تدور حرفيًا وتسبح مباشرة عبر الثقب”.

 

 

وأضاف: “الأمر الأكثر إثارة للدهشة أنه عندما أعاد السمكة إلى الجهاز بعد 11 شهرًا، كانت لا تزال قادرة على العثور على الثقب في محاولتها الأولى”.

 

وهذه ليست الدراسة الوحيدة التي تثبت أن الأسماك تتمتع بذاكرة أفضل بكثير، ففي عام 2022، درب باحثون من جامعة أكسفورد تسعة أسماك ذهبية على السباحة لمسافة 70 سم، عبر حوضها قبل التوقف.

 

ووجد الباحثون أن الأسماك كانت قادرة على استخدام الخطوط على جدران الحوض، لرسم خريطة لبيئتها بنفس الطريقة التي تستخدم بها الأسماك الصخور والأعشاب البحرية في البرية.

 

وبالمثل، يشير البروفيسور براون إلى أن العديد من الأسماك قادرة على العودة إلى مناطق تكاثرها على الرغم من قضائها سنوات في البحر.