خفض الجرائم بنسبة 70% .. أسرار مثيرة ومرعبة عن سجن السلفادور

ظهرت لقطات درامية من داخل سجن السلفادور الضخم المخصص لأفراد العصابات، والتي قدمها اليوتيوبر نيك شيرلي، في واحدة من أكثر مقاطع الفيديو الأكثر عمقا للسجن من الداخل حتى الآن.

 

يضم مركز احتجاز الإرهابيين، في تيكولوكا 40 ألفا من أخطر الرجال بالعالم، الذين لن يتم إطلاق سراحهم أبدا، حيث كل منهم لديه إدانة واحدة على الأقل بجريمة قتل.

 

ويتجول “شيرلي”، في غرفة الحبس الانفرادي، وهي زنزانة ضيقة لا تضم ​​سوى منصة خرسانية مرتفعة تستخدم كسرير إلى جانب حوض مرحاض بدائي، دون مرتبة على السرير، فضلا عن عدم تزويد السجين بأي ملاءات.

 

ويتم ملء الحوض بالماء البارد ليغتسل السجناء عليه – ويأتي الضوء الطبيعي من ثقب دائري صغير محفور في السقف الخرساني السميك.

 

وقدم شيرلي نظرة أولى على الخطوات التي اتخذها عمال السجن لقمع أي أعمال شغب، حيث توجد غرفة ضخمة مليئة بعشرات البنادق داخل السجن، في انتظار نشرها في حالة حدوث أي اضطرابات في المستقبل داخل السجن.

 

كما تُظهر لقطات من الداخل نزلاء عراة الصدر، وموشومين ومصطفين تحت أعين حراس مسلحين بكثافة، في المؤسسة التي كانت جزءًا رئيسيًا من جهد متضافر لخفض معدل جرائم القتل في السلفادور، فقد انخفضت جرائم القتل بأمريكا الوسطى، بنسبة 70%، العام الماضي، حيث السلطات تحت قيادة الرئيس نجيب بوكيلي حملة صارمة على المجرمين داخل وخارج السجن.

 

قال حارس أمن لليوتيوبر نيك شيرلي، وهو يعرض ترسانة ضخمة مخفية مصممة للتعامل مع مثيري الشغب: “حتى الآن لم تكن لدينا محاولة واحدة للهروب أو الفوضى داخل السجن”.

 

كما يظهر الحارس سلاسل الكاحل والأصفاد المستخدمة؛ لتقييد 40 ألف سجين في حالة نقل أي منهم بين المباني الثمانية التي تبلغ مساحتها ملعب كرة قدم، وهو حصن شديد الحراسة حيث يضيء الضوء الاصطناعي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ولا يُسمح للسجناء بمغادرة زنزاناتهم إلا لمدة 30 دقيقة في اليوم بينما يُجبرون على تناول الطعام بأيديهم حيث تُعتبر السكاكين والشوك أسلحة هجومية محتملة.

 

وأخبر الحراس “شيرلي”، أن السجناء ليس لديهم اتصال بالعالم الخارجي عن طريق خدمة الهاتف المحمول، لأن المبنى عبارة عن ثقب أسود لخدمة الهاتف المحمول، فضلا عن تجريدهم من الكثير من ملابسهم، حتى المراحيض موضوعة على مرأى من العشرات من السجناء.

 

وأظهر “شيرلي في مقطع الفيديو، أعضاء عصابة مخدرات وهم يتمرنون دون استخدام أي أوزان، بسبب مخاوف من ضرب بعضهم البعض بالدمبل أو الحديد.

 

ويوضح اليوتيوبر أن الحياة خارج الزنزانة ليست أفضل بكثير، حيث يعيش السجناء على نظام غذائي خالٍ من أي لحوم أو خضروات، ومعظم الوجبات تتكون فقط من الفاصوليا والتورتيلا مع الجبن أو الكريمة، كما يُجبر المحكوم عليهم على النوم في أماكن ضيقة، حيث يأخذ كل منهم سريرًا، وهو عبارة عن صفيحة معدنية على سرير بطابقين من أربعة طوابق.

 

في كل زنزانة مساحتها 100 متر مربع، يُجبر السجناء الخطيرون على تقاسم مرحاضين ومغسلتين فقط، كما يمر السجناء عبر ماسح ضوئي كامل الجسم، لذا من المستحيل تهريب أي شيء إلى الداخل، وبمجرد دخولهم يخضعون للمراقبة من قبل الحراس في 27 برج مراقبة.

 

الهروب مستحيل بفضل طبقتين من الجدران بارتفاع 27 قدمًا، تعلوها تسعة أقدام إضافية من السياج الكهربائي المكون من 15 مسمارًا في الأسفل، تتكون الأرض من حصى خشنة، لذا فإن أدنى حركة ستحدث ضوضاء.

 

وقد انتقدت الجمعيات الخيرية المنشأة ووصفتها بأنها “ثقب أسود لحقوق الإنسان”، في حين وصفها مسؤولون من الأمم المتحدة بأنها “حفرة خرسانية وفولاذية”، بُنيت لإرسال السجناء دون تطبيق عقوبة الإعدام.

 

ويزعم المنتقدون أن بعض الرجال المحتجزين داخل السجن أبرياء، وأنهم وقعوا في حملة أوسع نطاقاً ضد العصابات، لكن السياسات لا تزال تحظى بشعبية بين السكان المحليين، الذين يشعرون بالارتياح بعد أن وجدوا شوارعهم أكثر أماناً.